كيف نطوّر من مهارة التفكير !

مرسلة بواسطة Unknown يوم الأحد، 7 أبريل 2013 0 التعليقات

777



كل فرد يستطيع أن يستخرج من نفسه قدراته العقلية الكامنة واستغلالها أكثر مما يستغلها الآن.




فثمة قانون يسمى "قانون الاستخدام " الذي يعني أن عدم استخدام أية قدرة إنسانية يؤدي إلى تعطيلها وبالتالي فقدانها ،


وكلما استخدمنا القدرات فإنها تنمو تماماً كالعضلات . ولتقوية القدرة على التفكير هذا الموضوع الهام سنتناوله في هذا المقال .


التفكير بادئ الأمر بحاجة إلى التركيز بتحديد هدف واحد في وقت واحد ، ومحاولة استبعاد كل ما يشتت فكرك ويشغل ذهنك ،


ولبناء القدرة على التركيز الذهني والعقلي يحتاج إلى تمرين هادئ وطويل . يقول أحد علماء النفس المشهورين : "ليست العبقرية أكثر من تركيز الذهن" .


وقال آخر : ":إن حصر الاهتمام هو أوّل مقومات العبقرية" . فالتركيز يزيل الخيالات المبعثرة وتتلاشى المعرقلات والمثبطات المادية أو الجسمية ،


مما يولد لدى الفرد قدرة الاحتفاظ بالاستقرار الذهني والوضوح . ومما يساعد على التركيز العزلة أو الاعتزال المؤقت حيث يساعد على التخلص


من ضغوط الحياة وملل الروتين ، ويزيد في النشاط العقلي ، والاعتزال أو الاعتكاف بحاجة إليه المفكرون والمعنيون بشؤون الأدب والفنون


والإعلام بهدف استعراض الأفكار وغربلتها ومعالجتها بعمق، وكذلك في حياتهم العادية هم بحاجة لمواجهة أنفسهم وأوضاعهم والمشاكل التي يتعرضون لها ويتصورون الحلول لها .


كل إنسان عرضة للمشاكل والصعوبات ، والمشكلة فرصة لإظهار القدرات وتمثل تحدياً نفسياً وعقلياً فإذا ما هزم المرء نفسياً فحتماً ستعطل القدرة العقلية


مما يحدث الضغط على الفكر ويغلق بعض أجزائه . البعض عندما يواجه مشكلة ما يرجعها على أنها حظ سيئ ، أما أصحاب المهارة الفكرية يعتقدون في


كل مشكلة أن الحل موجود وإن كان مخبأ وواجبهم التنقيب عنه واستخراجه من مخبئه . والقدرة على المواجهة تعتمد على البعد عن التفكير الخاطئ الذي يعرقل


المعالجة والمواجهة للمواقف والاعتماد على التفكير الموضوعي الذي يساعد على حل المشاكل واتخاذ القرارات بإعطائه مفاتيح الحلول الصائبة للحياة اليومية،


و بدراسة كافة الخيارات والتفكير في الإمكانات ومحاولة التوصل إلى عدة حلول وتدوينها ، قد تبدو بعض الأفكار غير عملية ولكن التفكير فيها من الممكن أن يقترح حلاً آخر ،


وفي حالات التردد في اتخاذ قرار معين فإن أنجع وجهات النظر التي يتم اتخاذها في حالة التأمل العميق والتفكير الموضوعي ،


ومن الجيد تدوين جميع الأفكار المتعلقة بالمواضيع المستقبلية ، والمساعدة على اكتشاف معطيات جديدة في جميع المجالات العلمية .


وتنمية مهارة التفكير الموضوعي لا بد لها من أن يكون المرء مدرباً على امتلاك ناصيتها بشكل واضح .


ولكي يصل المرء إلى التفكير الموضوعي عليه ألا يكون مستغرقاً بالتفكير في الماضي وأحداثه وآلامه ،


فلا يحصد إلا المزيد من الألم والحسرة لأن الماضي لا يعود ليغير المرء أحداثه ويصحح مساراته . ومن المهم في التفكير الماضي أن يستخلص المرء العظات والعبر ، فعود نفسك على أن تعيش لحظتك ،


وأن تحصر نفسك فيما أنت فيه فقط ، وانس أو تناس كل ماعداه . فإذا طغت موجة التفكير السلبي في الماضي فإنه يثبط العزيمة ويؤدي إلى الفشل .


بعد الحديث عن أهمية التركيز والعزلة والتفكير الموضوعي نأتي إلى أهم نقطة والتي أكدنا على أهميتها منذ اعتبارنا أن التفكير مهارة ، وهي الناحية التطبيقية ( الممارسة) .


يقول الدكتور كوتنيك : "إذا كنت تجهد نفسك بكل التفاصيل الدقيقة فإنك لن تبدأ أبداً" فالبدء في التنفيذ ضروري حتى لا يعيق التخطيط وطول التفكير المرحلة التنفيذية .


والممارسة تعطي فرصة أكبر لتمرين القدرة على الحكم العقلي تمريناً صائباً هادفاً ، لأن مزاولة معظم الأعمال والمهن وممارستها تفرض على ملكاته السيكولوجية من


المطالب ما يجعل أي نقص في تفكيره الصائب واضحاً في كل مناسبة . وكما قيل : " العبقرية هي حصيلة عمل دؤوب وجهد منظم في كل منحى من مجالات العمل والإنتاج والفكر " .



بقلم: فؤاد أحمد البراهيم

0 التعليقات:

إرسال تعليق